كلمة الفراق
هى كلمة لم أعرف معانا إلا فى لحظات قليلة مرت بى فمثلا فراق بين صديقين بسبب الوفاه أو فراق بين حبيبين لم يسعفهما الحظ للإرتباط أو فراق بين عائلتين بهجره إحداهما أوفراق للأبد بالموت.
الزمن تغير كثيرا فأنا من الأجيال التى عاشت بدايه طفولتها فى نهاية كلمة "زمان" قد يكون الفيصل الذى يحكم هذه الكلمة هو بظهور التكنولوجيا ثم تطورها الصارخ والصاروخى وبظهورها أصبح الفراق ليس فراقا تاما فقديما كان الفراق على فرض ان أحد الأصدقاء سافر لبلاد أخرى كان فراق تام ثم ظهرت التلغرافات والأن سهلت التكنولوجيا ذلك حيث أصبح الفراق فى المكان فقط ولكن تستطيع أن ترى وتتحدث مع من سافر بعيدا عنك كأن فكرة البلورة السحرية تحققت و أصبحت جهاز الكمبيوتر ولكن ما يحززنى حقا هو أننا أصبحنا نهوى الفراق رغم تقارب أجسادنا.
فالفراق أصبح مرض ينتشر بين الأمم كإنتشار النار فى الهشيم .
الدول العربيه تسمى نفسها (القومية العربية) ومع ذلك فالحكام العرب زرعوا الكراهيه بين شعوبهم لانها تولدت بينهم أصبح العرب 22 قوميه كل يبحث عن ذاته وعن مصيره وعن كرسيه الذى يجلس عليه أصبح العرب ينتقدون بعضهم وأنفسهم ويسخرون من بعضهم كل منهم يعتقد أنه الأقوى والأذكى والأمهر والأهم والأفضل وأنه رائد الأمم العربية وأن كل العرب يسيرون خلفه وكل منهم يوصل احساسه لشعبه.
حتى على مستوى الشعوب إنقسمت الشعوب إلى أحزاب ومذاهب وطوائف فأكثر ما أدمى قلبى أن نجد فى مصر أخوين يتقاتلا إثنين مصريين ولكنهم نسوا ذلك وتذكروا الأن أنهم مسلمون ومسيحيون وأصبح كل منهم يقرر أنه صاحب الأرض والأحق بها كل منهم جرى وراء من يبث الحقد والفتن فى نفوسهم لكى ينشغلوا بقتال بعضهم ويتركون زمام الأمور فى ايدى السفهه من الناس نسى المسيحى أن الإنجيل يأمره بان يعامل الناس بالخير حتى لو عاملوه بالشر وأن عيسى عليه السلام كان يدعو للمحبه ونسى المسلمون أن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال من أذى ذميا (النصارى واليهود) فقد أذانى ونسوا أن القران الكريم ذكر فيه أن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك أن منهم قسسين ورهبان .
أنا لم أنسى أصدقائى من المسحين فى الخدمه العسكريه لقد كانوا معى كإخوانى رغم أنهم يصغروننى سنا ومنهم من كان يوافقنى فى السن إلا أننا أكلنا وشربنا وخدمنا فى نفس المكان وكنا نحب بعضنا فكيف يمكن أن أقف أمام إنسان وقد تقاسمنا العيش سويا وأكلنا من طبق واحد أظنه حقا جنون وهذيان عندما يفكر شخص فى أن يأذى نبيه أو دينه لأجل شرزمة يحاولون تفريق صفوف المصرين كما فرقوا الأمم والعرب يحاولون تقسيم مصرنا الى دولتين من أجل الدين ثم إلى دويلات من أجل الطائفه فسوف تطالب كل طائفه بدوله وبعد ذلك سوف نصبح قطع طائفيه ويضحك العالم أجمع علينا فالأسره تتفكك من أجل لا شئ .
الجنس البشرى أصبح وبالاً على نفسه كرهوا أنفسهم نسوا أنهم ينتمون لأب واحد وهو أدم فالمسلم والمسيحى واليهودى والبوزى والأمريكى والسودانى وكل الجنس البشرى تربطهم صلة قرابه ونسب فكلهم لادم . أنا وأنت أقارب حقيقتا وليس مجازيا فانا وأنت لا بد أن يربطنا جد واحد وقد أُسعدك لو قلت لك إن جدنا كان من المؤمنين مع نوح على سفينته أى أن الجنس البشرى التقى مرتين فى كونهم أبناء أدم وأن كل أبائهم كانوا مؤمنين مع نوح.
فلماذا أصبحنا نهوى الفرقه وشغوفين بها لماذا أصبح الأفراد يكرهون أنفسهم وذاتهم لماذا وصل الفرق والكره إلى احضان العائلة الواحده العائله الصغيره لماذا يسرق الأخ أخاه ويقتل الإبن أبيه ويزنى الأب ببنته أو الولد بأمه.. أين نحن....! حتى حيوانات الغابه أصبحت تنأى عن ذلك لا نجد اسد يقتل أسد أو يقتل أبيه وهى أشرس الضوارى حقيقتاً إنى أحزن عندما أفكر فيما يحدث فى بلدنا وقوميتنا بل وحياة الجنس البشرى أجمع .
قد يكون حلما يستحيل تحقيقه أن يجتمع البشر على سياق واحد فلو وضعنا لهذا إحتمال لوضعنا علامة اللانهاية بجوار علامة فى المائة ولكن هو حلم فهل يمكن أن يتحقق قد لا أرى ذلك يتحقق ولكنى رغم كل شئ أحب كل شخص ما دام له صفة إنسان سواء مسلم أو مسيحى أو غير ذلك و أكره كل شخص أيا كان دينه لا ينطبق عليه كلمة إنسان بتعذيب غيره أو قتله أو الغدر به .
أردت فقط أن أتحدث لعلى أجد من يشاركنى هذا الشعور أو يواسى نفسه ووطنه على ما يحدث أو يبدأ بنفسه فيحب الناس لانهم عائلته الحقيقية عائلته لادم عليه السلام
أعتزر عن الإطاله ( لمن قرأ المقال كاملا )