18‏/04‏/2013

هوس الفراق


كلمة الفراق 
هى كلمة لم أعرف معانا إلا فى لحظات قليلة مرت بى فمثلا فراق بين صديقين بسبب الوفاه أو فراق بين حبيبين لم يسعفهما الحظ للإرتباط أو فراق بين عائلتين بهجره إحداهما أوفراق للأبد بالموت.
الزمن تغير كثيرا فأنا من الأجيال التى عاشت بدايه طفولتها فى نهاية كلمة "زمان" قد يكون الفيصل الذى يحكم هذه الكلمة هو بظهور التكنولوجيا  ثم تطورها الصارخ والصاروخى وبظهورها أصبح الفراق ليس فراقا تاما فقديما كان الفراق على فرض ان أحد الأصدقاء سافر لبلاد أخرى كان فراق تام ثم ظهرت التلغرافات والأن سهلت التكنولوجيا ذلك حيث أصبح الفراق فى المكان فقط ولكن تستطيع أن ترى وتتحدث مع من سافر بعيدا عنك كأن فكرة البلورة السحرية تحققت و أصبحت جهاز الكمبيوتر ولكن ما يحززنى حقا هو أننا أصبحنا نهوى الفراق رغم تقارب أجسادنا.
فالفراق أصبح مرض ينتشر بين الأمم كإنتشار النار فى الهشيم .
الدول العربيه تسمى نفسها (القومية العربية) ومع ذلك فالحكام العرب زرعوا الكراهيه بين شعوبهم لانها تولدت بينهم أصبح العرب 22 قوميه كل يبحث عن ذاته وعن مصيره وعن كرسيه الذى يجلس عليه أصبح العرب ينتقدون بعضهم وأنفسهم ويسخرون من بعضهم كل منهم يعتقد أنه الأقوى والأذكى والأمهر والأهم والأفضل وأنه رائد الأمم العربية وأن كل العرب يسيرون خلفه وكل منهم يوصل احساسه لشعبه.
حتى على مستوى الشعوب إنقسمت الشعوب إلى أحزاب ومذاهب وطوائف فأكثر ما أدمى قلبى أن نجد فى مصر أخوين يتقاتلا إثنين مصريين ولكنهم نسوا ذلك وتذكروا الأن أنهم مسلمون ومسيحيون وأصبح كل منهم يقرر أنه صاحب الأرض والأحق بها كل منهم جرى وراء من يبث الحقد والفتن فى نفوسهم لكى ينشغلوا بقتال بعضهم ويتركون زمام الأمور فى ايدى السفهه من الناس نسى المسيحى أن الإنجيل يأمره بان يعامل الناس بالخير حتى لو عاملوه بالشر وأن عيسى عليه السلام كان يدعو للمحبه ونسى المسلمون أن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام قال من أذى ذميا (النصارى واليهود) فقد أذانى  ونسوا أن القران الكريم ذكر فيه أن أقربهم مودة للذين أمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك أن منهم قسسين ورهبان .
أنا لم أنسى أصدقائى من المسحين فى الخدمه العسكريه لقد كانوا معى كإخوانى  رغم أنهم يصغروننى سنا ومنهم من كان يوافقنى فى السن إلا أننا أكلنا وشربنا وخدمنا فى نفس المكان وكنا نحب بعضنا فكيف يمكن أن أقف أمام إنسان وقد تقاسمنا العيش سويا وأكلنا من طبق واحد أظنه حقا جنون وهذيان عندما يفكر شخص فى أن يأذى نبيه أو دينه لأجل شرزمة يحاولون تفريق صفوف المصرين كما فرقوا الأمم والعرب يحاولون تقسيم مصرنا الى دولتين من أجل الدين ثم إلى دويلات من أجل الطائفه فسوف تطالب كل طائفه بدوله وبعد ذلك سوف نصبح قطع طائفيه ويضحك العالم أجمع علينا فالأسره تتفكك من أجل لا شئ .
الجنس البشرى أصبح وبالاً على نفسه كرهوا أنفسهم نسوا أنهم ينتمون لأب واحد وهو أدم فالمسلم والمسيحى واليهودى والبوزى والأمريكى والسودانى  وكل الجنس البشرى تربطهم صلة قرابه ونسب فكلهم لادم . أنا وأنت أقارب حقيقتا وليس مجازيا فانا وأنت لا بد أن يربطنا جد واحد وقد أُسعدك لو قلت لك إن جدنا كان من المؤمنين مع نوح على سفينته أى أن الجنس البشرى التقى مرتين فى كونهم أبناء أدم وأن كل أبائهم كانوا مؤمنين مع نوح.
فلماذا أصبحنا نهوى الفرقه وشغوفين بها لماذا أصبح الأفراد يكرهون أنفسهم وذاتهم لماذا وصل الفرق والكره إلى احضان العائلة الواحده العائله الصغيره لماذا يسرق الأخ أخاه ويقتل الإبن أبيه ويزنى الأب ببنته أو الولد بأمه.. أين نحن....! حتى حيوانات الغابه أصبحت تنأى عن ذلك لا نجد اسد يقتل أسد أو يقتل أبيه وهى أشرس الضوارى حقيقتاً إنى أحزن عندما أفكر فيما يحدث فى بلدنا وقوميتنا بل وحياة الجنس البشرى أجمع .
قد يكون حلما يستحيل تحقيقه أن يجتمع البشر على سياق واحد فلو وضعنا لهذا إحتمال لوضعنا علامة اللانهاية بجوار علامة فى المائة ولكن هو حلم فهل يمكن أن يتحقق قد لا أرى ذلك يتحقق ولكنى رغم كل شئ أحب كل شخص ما دام له صفة إنسان سواء مسلم أو مسيحى أو غير ذلك و أكره كل شخص أيا كان دينه لا ينطبق عليه كلمة إنسان بتعذيب غيره أو قتله أو الغدر به .
أردت فقط أن أتحدث لعلى أجد من يشاركنى هذا الشعور أو يواسى نفسه ووطنه على ما يحدث أو يبدأ بنفسه فيحب الناس لانهم عائلته الحقيقية عائلته لادم عليه السلام 
أعتزر عن الإطاله ( لمن قرأ المقال كاملا )

هناك 14 تعليقًا:

  1. انا اشاركك يا جمال فى شعورك واواسي نفسك ووطننا على مايحدث
    آه لو جمعنا الحب وصار بقوة صلات الرحم
    خاطرة جمعت كثيرا مما نود وننتظر الحديث عنه
    شكرا يا حمال يا حبيب الملايين

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لك أستاذ فاروق على مرورك وتواصلك الدائم أنا أرى ان الإتحاد أصبح شبه مستحيل ولكن يكفى وجود الحب وليس الكره والبغض
      شكرا لمرورك

      حذف
  2. الله علييييييييييييييييك الله هو دا الانسان ... مايكتبش كلامك دا وبالرؤية دى غير انسان مؤمن بصفىة الانسانية المنقرضة اعتقد ان تحقيق حلم لا مجال له على ارض الواقع مش نوع من التشائم ابد والله بس الله عز وجل نفسة اختلف عليه البشر مابلك بمجرد مبدء او شعور معنونى بحت نتيجة مبدء ناتج من تجارب بشرية انا عن تلك القومية العربية ههههههههههه ايوا ضحتك اصلك فكرتنى بنفسى زمان وتربية ابويا ليا عليها بس الحقيقة مع الوقت كفرت بها واعلنت كفرى على الملاء :) للاسف يمكن الايام تغير الوضع الحالى الله اعلم بس الاكيد ان البوست رااااااااااااااااااااائع تسلم ويسلم افكارك صباحك ورد :)

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لمرورك
      وعلى كلماتك الجميله فى حق البوست والذى يقل كثيرا فى مستواه عما تكتبين إلا أننى أختلف معك عن كون العرب لن يتحدو فرغم أنه حلم قد يبدو مستحيل إلا أن التاريخ أثبت أنهم لا يتحدون إلا بالقوه كمما حدث فى عهد عمر بن الخطاب وصلاح الدينوقطز فقد يظهر من يكون مثلهم ويوحد العرب ولكن أتمنى أن أرى ذلك إلا أننى لا أضمن ذلك

      حذف
  3. عندك حق دا زمن الفرقة ولسا هنشوف اكتر من كدا

    ردحذف
    الردود
    1. ممكن نبدأ من أنفسنا ونحب لغير فيتجمع الشمل مره أخرى

      حذف
  4. الله ينور ياجمال بجد موضوع رائع بجد تستاهل عليه نجمة ههههههههه

    ردحذف
    الردود
    1. تسلم يا أبو حنفى يا حبيبى أقولك سيب النجمه معاك وهات تمنها هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

      حذف
  5. السلام عليكم
    انا دخله صدفه على المقال من غير قصد والغريب ان تاريخه تاريخ مميز بالنسبالى ( 18/4 ) وكمان العنوان ليه علاقه بالفراق كان حضرتك منشن معايا :)

    بالنسبه للمقال جميل جداانت نقلتنا من حاله لحاله من غير ما نحس من فراق الصديق والحبيب والاهل للقوميه العربيه ومسلمين ومسحين كانى قريت اكتر من مقال مع بعض

    يسلم القلم وافكاره

    ردحذف
    الردود
    1. أنين الياسمين

      نورتى مدونتى وأتمنى دوام التواصل

      أما بالنسبه للمقال فمن حسن حظى انه يرتبط بذكريات لديكى ولكن تبدو أنها ذكريات حزينه أتمنى أن تكون أخر ذكرى حزينه فى حياتك

      وبالنسبه لكون المقال بيتكلم عن الفراق بين الأصدقاء وبعد ذلك القومية فقد كنت أقصد أن الفرقه شملت حياة البشر فى كل العلاقات سواء على المستوى الفردى أو الجماعى



      نورتى مدونتى وتحياتى لكى

      حذف
  6. اْيها النسر المهاجر موضوع اكثر من رائع فلقد اْخذتنى لاْيام جميلة
    بمن كانو فيها ولكن هو الفراق فمنهم من كان فراقهم بحكم ظروف
    الحياة ومنهم من فارقونا رغما عنهم فراق للاْبد رحمة الله عليهم.
    ثم اْخذتنا بطريقتك المعهودة وهى السلاسة الجميلة في الكلام بس هقولك
    بالنسبة لما يحدث بخصوص الاْمة العربية اقول لك وكما قلت انت
    وان كان هو حلم قد يبدو مستحيل الا انى اقول لك
    يجب ان نتفائل ( ان شاء الله الخير قادم وتفائل بالخير تجدة )
    كلمة قالها لى اْنسان بيثبت لى كلما قراْت لة انة انسان بكل ماتحتوى
    وتحمل الكلمة من صفات سامية جميلة وكمان شخصية ثرية بتكوينها الثقافى
    ووضوحها الشديد والذى اراة في مواضيعك
    واْما عن اْطالة الموضوع لا.لاتعتذر فطيل اكثر فنحن نستمتع بكلامك .. تحياتى.اْنسانة

    ردحذف
    الردود
    1. انسانه

      سنة الحياة أن هناك أشخاص تولد وأخرين يموتون
      ونحن ايضا لا بد فى يوم من الايام سنزوق الموت وقد نكبر فى السن ونرى انفسنا فى ارزل العمر كقطعة القماش القديمة المكرمشه
      الأهم أن يرزقنا الله حسن الخاتمة ومن فقدناهم لا بد أننا باذن الله سنقابلهم

      أما عن الوحدة العربية فأعتقد ان العرب لا تجمعهم سوى الشدائد وده معروف على مر التاريخ ولكن نسال الله ان يتحدوا فى السراء والضراء وليس فى الضراء فقط

      وأنا سعيد جدا ان حضرتك استشهدتى بكلام انسان ليته نصف ما تصفين
      وبالنسبه للإطالة فالبعض لا يحب ذلك ولكن الطالة كانت لا اراديه
      شكرا لكى مروروك وكلماتك الطيبه الرقيقة

      حذف
  7. اة نسيت اقولك والله لا اجاملك بولاحرف مما قلت فعلا انت هذا واكثر
    اجمل التحيات والدعوات لك بكل التوفيق .

    ردحذف
    الردود
    1. أولا الكلمات الصادقه لا تحتاج للقسم ويا ليتنى بمثل ما تصفين ولكن أنا متأكدأن بك طل ما تصفين وأكثر
      شكرا لمرورك الكريم

      حذف