26‏/02‏/2014

إتيكيت الطعام و آداب المائدة‏


إتيكيت الطعام و آداب المائدة‏

نظر الاسلام إلى الأكل كوظيفة أجتماعية ذات طابع دينى
فقد قال الله و قوله الحق سبحانه و تعالى :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }
البقرة172
و الربط بين الأكل و الدين يجعل للأكل آدابا تجدر مراعاتها و يمكن تقسيم هذه الآداب الى آداب متعلقة بحالة الأكل منفردا و آداب الولائم و يتعلق بهذا الامر عدة آداب عامة نورد منها
 

أولا : آداب الأكل منفردا

أ - الآداب السابقة للطعام

1- يلزم أن يكون الطعام طيبا ، أى مكتسبا من حلال.

2 - غسيل اليدين قبل تناول الطعام و كذلك بعده و هذا يبرز حرص الإسلام على النظافة و الطهارة دائما.

3 - يحبذ الإسلام أن يكون الطعام موضوعا على الأرض إقتداءً بالنبى صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم و أن كان ليس هناك مانع من الأكل على المائدة.

4- الجثو على الركبتين أو نصب الرجل اليمنى و الجلوس على اليسرى كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم.

5 - أن يرضى الأنسان بالموجود من الطعام و ينوى بالأكل وجه الله و التقوى على عبادته.


ب - آداب حالة الاكل

1- يبدأ المسلم الأكل ببسم الله الرحمن الرحيم و يختم بالحمد لله و الدعاء المعهود (الدعاء قبل الطعام" اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه وقنا عذاب النار").

2 - الأكل باليمين و مما أمامه و أن يُصغر اللقمة و يجيد مضغها.

3 – لا يمد المسلم يده للقمة ما لم يبلع الأخرى و كذا لا يذم مأكولا فأذا لم يعجبه تركه.

4 - التمهل فى الطعام خاصة إذا كان ساخنا و لا ينبغى النفخ فى الطعام بغرض تبريده لما فيه من نهى عن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم.

5 - بالنسبة للفاكهة يمكن للفرد أن يقلب الطبق ليختار ما يأكل و يفضل أن يأكل وتراً.

6 – لا يستحب الجمع بين الفاكهة و بذورها أو نواتها فى طبق واحد.


جـ - آداب ما بعد تناول الطعام

1 - من الأدب الإسلامى الأمساك قبل الشبع.

2 - غسيل الفم و اليدين بعد الطعام.

3 - الدعاء المأثور (بعد الانتهاء من الطعام" الحمدلله الذي أطعمني هذا من غير حول مني ولا قوة")

4 - إذا اكل المرء طعاما عند غيره يفضل أن يدعو له بالدعاء المأثور و ليقل "اللهم كثر خيره و بارك له فيما رزقته ،و يسر له أن يفعل فيه خيرا ، و قنعه بما أعطيته ، و أجعلنا و إياه من الشاكرين".

5 - اذا شرب بعد الطعام يستحسن مص الكأس و ليس عبه عبا كما يفضل أن يشرب جالسا و لا يتنفس فى الإناء و فى حالة إذا كان الشرب ضمن مجموعة فليبدأ بالذى في اليمين و لو كان أقل درجة و مكانة.


ثانيا : آداب الولائم

ينظر الإسلام للمسلمين جميعا كأخوة متحابين متآلفين فى الله عز و جل لذا فإكرام الزائر واجب شرعى فتقديم الطعام للأخوان الزائرين فيه فضل كبير و لكن له آداب منها :-

1- لا ينبغى للمرء أن يقصد قوما متربصا وقت طعامهم فتلك من المفاجأة المنهى عنها فأذا تصادف و أن دخل على قوم وقت طعامهم فلا بد و أن يحس منهم برغبة أكيدة لإطعامه و ليس خجلا منه.

2- ترك التكلف و تقديم ما هو حاضر للضيف و عدم المبالغة من أجل المباهاة.

3 - لا ينبغى للزائر أن يقترح أو يطلب طعاما بعينه فربما يشق عليهم إحضار هذا الطعام له.


ثالثا : اداب الضيافة

عندما يزور أنسان أخاه فيكون ضيفا عليه يرسم الإسلام عدة آداب و هى بمثابة مراسم للضيافة و يمكن تقسيمها إلى ستة أقسام و هى الدعوة ثم إجابة الدعوة ثم الحضور ثم تقديم الطعام ثم الأكل و أخيرا الإنصراف . يحث الإسلام على الإستضافة و قد سُئل رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم ما الإيمان فقال : إطعام الطعام و إفشاء السلام و الصلاة بالليل و الناس نيام و هذا الحديث رغم قلة كلماته فأن معانيه البروتوكولية كبيرة و دلالته الأجتماعية أكبر.
- من ناحية توجيه الدعوة يعلمنا الإسلام أنه ينبغى على الداعى أن يدعو الأتقياء دون الفساق و يحض على توجيه الدعوة للأقارب لما فيه من صلة للرحم و لا يفضل توجيه الدعوة لما يعلم أنه يشق عليه الإجابة.
- وعن إجابة الدعوة ينبغى ألا تميز بن غنى و فقيرلأنه من التكبر المنهى عنه شرعا إلا إذا أحس المدعو أن الداعى غير صادق فى دعوته فيكن الإعتذار أو التعلل باية حجة.

- و تتمثل آداب الحضور أن يدخل الدار و لا يتصدر فيأخذ أحسن المواضع بل يتواضع و لا يتأخر عن موعد الدعوة و كذلك لا يتعجل بحيث يفاجئهم قبل تمام الإستعداد و لا ينبغى أن يجلس فى مقابل حجر الطعام التى بها مكان النساء و لا يكثر النظر الى الموضع الذى يدخل منه الطعامفهو دليل على الشره المذموم و يخص بالتحية و السلام من يقرب منه إذا جلس جواره و يتبادل معه الحديث.
- و عن آداب تقديم الطعام ينبغى على الداعى تعجيل الطعام و إذا تأخر أحد المدعوين لا ينبغى إنتظاره أكثر من اللازم ففيه إنقاص من حق الحاضرين.
-و من الآداب الإسلامية عدم ضرورة إكثار الأصناف المقدمة كما يفضل أن يكون اللحم مطهيا طهيا جيدا و إذا تعددت الأصناف على المائدة فعلى صاحب الدعوة لفت نظر المدعوين لذلك حتى لا يأخذوا كفايتهم من صنف واحد .
-و من الأدب ألا يفرغ الداعى من طعامه قبل الضيوف و ألا يرفع أصناف الطعام قبل أن يفرغوا تماما و يجب عليه أن يحجز قدرا من الطعام لأهل المنزل حتى لا تكون أعينهم طامحة لرجوع شئ مما قدم للضيوف.
- و أخيرا عن آداب الإنصراف بعد الطعام فيجب على الداعى توديع الضيف حتى باب الدار و كذلك أستقبالهم و توديعهم بوجه بشوشو بالنسبة للضيف يجب عليه أن ينصرف طيب النفس و أن جرى فى حقه تقصير فلا يجب عليه إثارة المشاكل أو إفتعال ضجة.

هناك 14 تعليقًا:

  1. ماشاء الله طرح راقى من قلمك

    فإسلامنا الحنيف اهتم بالمسلم من جميع النواحى تأديبا وحفاظاعلى اخلاقه وادابه العامة

    راق لى وقتى ومتابعتى لما دمت لنا

    دام فكرك راقيا واطروحاتك ارقى
    مودتى واحترامى اخى

    ردحذف
    الردود
    1. بسمة الورد
      تسلمى على تعليقك الراقى
      هذا الموضوع أعجبنى كثيرا لذلك قمت بنقله وللأسف لا اعلم من كتبه فى البدايه
      وتبقى الأداب الغسلامية هى الأفضل دائما
      تحياتى لكى أختى الغاليه

      حذف
  2. جزاكم الله خيرا
    ولكن لي تعقيب بسيط
    وهو أن الدعاء قبل الطعام" اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وارزقنا خيرا منه وقنا عذاب النار"
    وبعد الانتهاء من الطعام" الحمدلله الذي أطعمني هذا من غير حول مني ولا قوة"

    ردحذف
    الردود
    1. موناليزا
      جزانى الله وجزاكى خيرا
      وطبعا التعقيب جميل وبيضيف للموضوع أيضا
      وساقوم باضافته حالا
      شكرا لكى أختى العزيزه على تفاعلك المثمر والإضافه الجميله أيضا
      تحياتى

      حذف
  3. اتسع ادبك يا جمال حتى طال آداب المائدة طرح شامل يستحق ان يحاط ببرواز من مرمر ويوضع فوق موائدنا
    كان وسيظل قلمك يسطر كل ما يفيد حباتنا خلقيا واخلاقيا
    اكرر شكرى على هذا الطرح ذو المعالم العالمه الغالية العالية

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لكلمات الرقيقه استاذى الغالى فهو من بعض ما عندك فللأدب أهله وذوية
      شكرا لك على مرورك وتاجدك الدائم الذى يسعدنى ويسر قلبى
      تحياتى استاذى العزيز

      حذف
  4. جزاك الله خيرا
    برغم ان كل هذه الاداب اعرفها لكن ما غاب عني هو الدعاء الضيف للمضيف
    أشكرك جدا علي ما أضفت لي من معلومات

    ردحذف
    الردود
    1. رحاب صالح
      انا سعيد جدا انك استفدتى من الموضوع ولو معلومة واحده
      شكرا لمرورك وتشريفى بالتعليق دائما
      تحياتى أختى الغاليه

      حذف
  5. السلام عليكم
    حقيقى موضوع مهم اخى جمال
    سبحان الله ديننا الاسلامى لم يترك شىء الا.وتكلم فيه
    حتى علمنا الاتيكيت اثناء تناول الطعام
    وبجد لو نسمع كلام النبى صلى الله عليه وسلم فى اداب الطعام هنكون اصحاء جدا خصوصا لو قومنا من على الاكل قبل ما نشبع
    فى ناس بقى بتاكل لحد ماتشبع وتستمر فى الاكل ده طبعا بعد الاكل بتلاقيه كسلان جدا وهبطان وعايز ينام وطبعا العاده السيئه دى بتوسع حجم المعده وتفضل توسع وتوسع لحد ما يزيد نسبه التهامه للاكل
    اكل كتير وحركه اقل ده يجلب السمنه والامراض
    شكرا على موضوعك الممتاز

    ردحذف
    الردود
    1. قمر وليل
      أكيد دينا الإسلامى بينظم حياة المسلم كامله وفى اقل تفاصيلها
      وكل العادات الإسلاميه صحيه وتزيد من الترابط المجتمعى ايضا
      والعادات السيئة فى الطعام أصبحت كثيره جدا واسلوب الطعام فى حد ذاته اصبح خاطئ
      ولو اتبعنا كل ما ورد فى الإسلام سيعيش الجميع حياة الرفاهيه
      تحياتى لمرورك أختى العزيزة

      حذف
  6. ازيك يا جمال
    ربنا يبارك فيك وع فكرة الدين الإسلامى هو أساس الإتيكيت حتى فى النظافة
    أحييك على هذا الموضوع الجميل
    لك منى أرق الأمنيات ؛؛؛

    ردحذف
    الردود
    1. ندى الربيع
      منوه الدنيا كنت حاسس ان فيه تعليق ناقص وانتى مش موجوده
      طبعا الدين الاسلامى اهتم بكل حاجه فى حياة الانسان
      تحياتى اختى الغاليه وأتمنى تكونى بخير وصحة جيده

      حذف
  7. موضوع جميل فعلا واستفدت منه كتير
    ياريت الناس تطبق الكلام ده لانه فعلا هيستفيدوا منه سواء صحيا او اخلاقيا وفي نفس الوقت هيكونوا قدوة لاولادهم اللي هيقلدوهم وبالتالي يستفيدوا من الطعام وفي نفس الوقت يكتسبوا اخلاقيات طيبة دا طبعا غير انهم مش هيتسببوا في مواقف محرجة لاهلهم عند وجود ضيف

    ردحذف
    الردود
    1. الحمد لله ان الموضوع عجبك واستفدتى منه حاجه
      وفعلا لو الأخلاق دى اتنقلت بين الأجيال مع الوقت هنلاقى الجيل الحقيقى الى هيحرر بلادنا
      تحياتى

      حذف